
مراجعات وآراء القُرَّاء
نضع بين ايديكم بعضاً مما كُتب و نشر من قبل أصدقاء و قُراء الروائي والمبدع اللبناني الأستاذ عبد الحليم حمود ونترك لكم الفضاء لمشاركة آرائكم بالرواية بعد مطالعتها مع مئة قارئ عربي
مراجعة الشاعرة اللبنانية أماني غيث
إن كان ثمّة من مرادف لبنانيّ للأمريكيّ ستيفان كينغ أو للبلجيكيّة آميلي نوتومب، من حيث غزارة الإنتاج الرّوائي، لَتصدّر عبد الحليم حمّود اللّائحة من دون منازع. وإن كانت الرّوائيّة البلجيكيّة، ودائمًا تحت تأثير الكحول، حتّى في مقابلاتها ومحاضراتها، تغدق علينا بكلّ دقّة وتركيز مخزونها الثّقافيّ الهائل، فإنّ حمّود وبكلّ وعيه، لا يتوانى عن تقديم نفسه على أنّه موسوعة شاملة ومتنوّعة من المعارف والعلوم.
المرأة في ذاكرة هافانا:
الحبّ في ذاكرة هافانا:
الفنّ في الرّواية:
حصّة الفلسفة في ذاكرة هافانا:
الأسلوب:
التّشويق: عرف الروائي جيّدًا كيف يشدّ انتباه قارئه من خلال خلق الكثير من الألغاز وإجادة توقيت كشفها تاركًا لنا الحقيقة الأخيرة الصّادمة في نهاية العمل.
الخاتمة:
مراجعة الكاتب اللبناني إبراهيم عيسى
في كل فترة أتوقف فاصلاً زمنياً عند كاتب معين يعجبني أو أتأثر به أو أحبه أو تعجبني رواياته إلخ إلخ إلخ أسباب كثيرة، عادة لا أعلق على النص الأدبي أكثر منه على الحبكة و الصيغة و الأسلوب، لي فترة ليست بكبيرة و أنا أقرأ للكاتب والروائي الفنان الصديق عبد الحليم حمود، تختلف رواياته كثيرا بطابعها يعرف جيدا كيف ينوع حبكته و أسلوبه تماما كعازف موسيقي متمرس بآلته. في رواية يأخذك الى الدرامي و أخرى الى التراجيديا ثم الى السايكولوجي و النفسيات و يحبك سردياتها بطريقة لا تستطيع أن تطرف لك عين و كأنك تشاهد فيلماً سينمائياً، في ذاكرة هافانا يهديك الكاتب رواية بوليسية ذات أحداث مشوقة لا تستطيع أن تعرف خواتيمها لأنها بكل بساطة لا نهاية لها و لكن شخصياً كنت أتوقع نهاية دموية مأساوية كونها رواية تأخذ تفكيرك الى أفق درامي بعيد.
و مما نشر الصحافي اللبناني حسين حمية على صفحته على الفايسبوك (بتصرف)
وعن "ذاكرة هافانا" كتبت الصديقة زينة شلهوب
لن أدخل صلب الموضوع قاصدة ألا أرمي أي تفصيل نحو ملعب القارئ. أريدك أن تسجل الهدف بنفسك حيث تنطلق وتتفاعل مع أحداث هافانا.
حين يلزم الجاني نفسه بالغوص في الرواية سيبدل أماكن كثيرة، ويثيره الفضول والجوع لكثرة الأحداث والأسرار والألغاز لما تكتنزه من جواهر التشويق. أما أنا فقد قدرت وحكمت على السريالي عبد الحليم حمود، المتعطش إلى سلب العقول ومطارد الأحداث بفن السرد الذي يمسك مقابضه بإحكام، في روايته الثامنة “ذاكرة هافانا”، الصادرة عن دار زمكان ـ بيروت.
بين الصفحات هناك الكثير من الأكشن، والريأكشن، بحياكة اليد التي تصنع وتبهر وتتفنن بمحتواها، راسمة الكلمات على ورق ليتكلم أبطال الرواية معك على أرض الواقع، ساحقا نجاحك بصالة عرض ضخمة تسمع من خلال الممثلين مقطوعاتك الفنية لتكون هافانا الحدث الأكثر جماهريا.
ماذا أكتب عن ماض بمآسيه فتحتُ أبوابه بنفسي؟ ماذا عن ذاكرة أنهكت سكرتي وأضاعت فكرتي؟ ماذا أكتب عن هافانا؟متلازمة أفقدتني صوابي ولن أعرفها. “الفيلم” الذي أسرني بداية حتى آخر عريٍ لشجرة الخريف.
أحداث سيوقعك بها الكاتب بأفخاخه المنصوبة بإحكام مسبق ليسلب منك النوم والعوم، يجعلك لا تعرف ما وراء الصفحة التالية،ليقبل عليك بقنبلة جديدة تجعلك تأكل أكبر قدر من الفشار للمشهدية الغرائبية السريعة الإتقان والتشويق. عند المشاهدة، عذرا، عند القراءة ستتوه أيها القارئ في ممرات كثيرة وبيديك ستنتشل مفتاحا تفتح به باب النهاية لتتلذذ بالفرادة والتحكم بالنص بكل حبكاته المجنونة.
بإنسيابية الأحرف، اومرونة المعاني، ستقع مثلي، أيها القارئ بالحب دون إرادة منك. وستتذكر أنّ هناك مخطوطة وقعت بين يديك لتبحر فيها ومعها نحو المستحيل.
ستحدث ضجة كبيرة في صلب الأحداث ومفترقاتها ستعكس طريقة تفكيرك لتنجز إذا النهاية الصافية كسماء تموز المبشّرة بإله الدفء والحب، لتدخل إلى القاع، وصدقني لن تغرق بالمحتوى الأكثر إبهارا.
قراءة في رواية "ذاكرة هافانا" بقلم الشاعرة اللبنانية رنا يتيم
حين تكون الذاكرة كقبر يأوي فيه جثث التجارب السابقة بكلّ تفاصيلها وشخوصها، تصبح كشبح يطاردنا طيلة الوقت، ونحن الهاربون منها كلّ الوقت.
حاضرنا هو امتداد للماضي الذي يرسم مستقبلنا أيضًا، فكلّ قرار صائب أو متهوّر نتّخذه يكلّفنا رسم خريطة حياة بأكملها. هل ينفع ترقيع تشوّهات الماضي بإخفاء معالمها لتظهرنا بصورة أنقى وأجمل أمام الآخرين؟
وعن الرواية كتب الأستاذ نافذ قديح - براغ
سأبدأ من الذاكرة: نعم كما قال كاتبنا الكبير الأستاذ عبد الحليم حمود في مستهل الرواية(الإهداء) وبتصرف: إن الذاكرة هي مخزن لجميع المعلومات والحوادث التي تمر معنا في حياتنا ولا شيء يُمحى ولا شيء ينتسى ولكن المهم ان يكون عندنا المقدرة على جلب تلك المعلومات من الذاكرة،مع العلم أنه باستطاعتنا إسترجاع الحوادث القديمة من الذاكرة بشكل أسرع من الجديدة وخاصة عند المتقاعدين.
عندما تقرأ عبد الحليم حمود تشعر وكأن في داخل الكاتب من يحثَّه وبإلحاح على الإنتقام من العادات الإجتماعية البالية وبشكل قاس في معظم الأحيان.
عندما كنت أنا في المدرسة وحتى في الجامعة كان من عادتي أثناء القراءة أن ألخص ما أفهمه على ورقة ثانوية،ولكن مع “ذاكرة هافانا” لعبد الحليم حمود كنت بحاجة إلى أوراق ثانوية عدة وإلى أقلام ملونة لأرسم شبكة شخصياته المتعددة،وخاصة في العشرين صفحة الأوائل حتى لا أضيع في المتاهات الفلسفية والنفسية التي يتميز بها الكاتب عبر أبطاله،وبعد ذلك تصبح القراءة ممتعة وفهمها أسهل. لذلك أقول وأنصح الذين يريدون الوصول إلى فكر وقلب حمود عليهم التريث بالقراءة ولو بدا لهم ان الرواية متوسطة الحجم حيث يتجاوز عدد صفحاتها ال ٢٠٠ صفحة،ولكن هذا سراب في صحراء.
في الصفحات العشرين الأوائل كانت بالنسبة لي كمن يحمل حبلا في بدايته كثير من العقد وبعد تفكيكها وحلها جميعها يصبح التعامل مع الحبل جميل وسهل ومفيد. لن أدخل في تفاصيل الرواية ليس فقط لأتركها للقراء الكرام ولكن وبكل صراحة لا أستطيع ذلك لأنها مكتوبة ليس بأسلوب السهل الممتنع ولكن بأسلوب الصعب الممتنع. لا شك في ان أبطال الرواية جميعهم يمثلون شخصية حمود وبدت لي وكأنها سيرته الذاتية ولكن بتصرف.
عن "ذاكرة هافانا" كتبت الفنانة التشكيلية باسمة عطوي
ما ان تطل براسك على نافذة الكلمات حتى تدخل بأقدامك الى عالم آخر فيه سلسلة من القصص يحكيها لنا الروائي عبد الحليم حمود، بسلاسة وانسيابية لغوية، بتنا نألفها في أعماله التي تشدنا وتحبس أنفاسنا، بحيث نصبح اصدقاء لأبطال القصة الذين سنشاركهم تلك اليوميات والاحداث التي تدور في عقل الكاتب فنصبح مثلث قائم مع ابطاله.
رواية “ذاكرة هافانا” هي مجموعة حكايات محتشدة في قصة واحدة، لحياة واحدة و سرد مفصل وعميق، يتناسب وابطال المروية.
لغز البداية تجدة في الخاتمة. جميع الابطال، الحبيب السابق والحالي. وهناك الشاعر سليمان الريس الذي يخاطبنا من غياهب الغيب. ايضا لن ننسى الاب والام ، الذين يبدون عاديين في الظاهر لكنهم من الداخل كخزان وقود موقوت يشتعل ما أن تفتح عنه الستارة. كل هذا كان يعالج بحروف كتبها حمود لتصلنا ببرد وسلام ولننعم بدفء الاحداث وسهولتها. مما لفتني في هذا العمل الرائع، مقدمة كتاب سليمان الريس التي كتبتها البطلة غزل، فقد خطّت حديث روحي وجداني، بعيد كل البعد عن التصفح السطحي. اما خالد البطل الغائب الحاضر فقد كان مفتاح كل الالغاز والعنصر الاساس لمتاهة، نهايتها كانت بدايتها !!
“ذاكرة هافانا” عمل صادر عن دار زمكان. تستحق القراءة، بل وإعادة القراءة، لأن القارئ سيبقى حبيس تلك الشخصيات، التي لن تغادره أبداً.
أمنحها كامل العلامة.
وعن "ذاكرة هافانا" للكاتب اللبناني علي الحمود
“ذاكرة هاڤانا”، عن الماضي الذي مهما طال اخفاؤه، فإن حبله قصير.
هي رواية نتيجة تزواج بين قالب روائي محكم ومميز، وبين معرفة وثقافة لزمن محدد، رفيعي المستوى. وهذا ما عوّدنا عليه الكاتب عبد الحليم حمّود، حيث المعرفة دائمًا في خدمة الحبكة الروائية.
في البداية، لفتني العنوان جدًا، لأنني أحب كل ما يتعلق بكوبا وعاصمتها هاڤانا، حتى أجد لاحقًا وأنا أقرأ الصفحة تلو الأخرى، بأن المحتوى ملفت أكثر، وفيه الكثير من التشويق والإثارة والغموض.
لكن رغم التشويق والغموض، يأتي السؤال الذي سيطرحه كل قارئ عندما يقرأ الرواية، وهو: “ما معنى أن تعيش في كنف عائلة عادية، ثم تكتشف لاحقًا، بأن هناك ماضٍ مخبأ، وزمن من “الخيطان المعربسة”؟ هنا، تحديدًا، تبدأ حكاية غزل، التي ترث تفكيك الخيوط.
إنها ذاكرة غزل، أمها وأبيها، خالد، ميم والشاعر سليمان الريّس، الذي برحيله وعبر مكتبته تُكشف الأرواق، ويفك الخيط الأول، لتكون “ذاكرة هاڤانا”، شيفرةً تُفك عبر الصفحات.
هذه الرواية ذات زوايا مثلثة، بمعنى أن كل حقيقة تكتشفها، تجعلك تصطدم بالحقيقة التالية لتتضح الصورة أكثر وأكثر.
مبروك للكاتب عبد الحليم حمّود روايته الثامنة.